Top Ad unit 728 × 90

هلال النفط و سناريوهات الحرب القادمة


مع تفاقم الأزمات السياسية والعسكرية التي تعاني منها ليبيا نتيجة فشل جهود إنهاء الانقسام في أبرز مؤسسات الدولة، واتساع دائرة الأطراف المتنازعة على السلطة، و فيما تشكل المخاوف من عودة المعارك إلى منطقة الهلال النفطي في الشرق الليبي، الهاجس الأمني الأبرز، نظراً لتداعيات المعارك على البلاد سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، هذه التطورات تتيح الحديث عن العديد من السيناريوهات حول مآلات الأوضاع في منطقة الهلال النفطي.

أولها إمكانية حدوث صدام مسلح تشارك فيه العديد من المجموعات المسلحة إلى جانب حكومة المجلس الرئاسي المدعومة من الدول الغربية ، على غرار فصائل تقاتل ضمن عملية البنيان المرصوص في سرت. وقد انضمت كتيبتان على الأقل من حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم جضران إلى "البنيان المرصوص". ولا تزال الكتيبتان تسيطران على مناطق النوفلية، وهراوة، وبن جواد، التي تقع بين سرت والهلال النفطي. ويعني هذا الأمر عملياً وجود حرس المنشآت النفطية في مناطق متاخمة للهلال النفطي. وتضاف إلى ذلك مرابطة من تبقى من قوات حرس المنشآت في قاعدة الجفرة.

وفي السياق نفسه، لا يُستبعد انقلاب بعض الفصائل المسيطرة على مواقع في الهلال النفطي، التي تخلت سابقاً عن جضران وانتقلت إلى صف قوات الجيش ، وتحديداً الكتيبة 302، وكتيبة المدفعية والدبابات. خاصة مع تعالى صوت الكتيبتين أخيراً للسؤال عن عائدات النفط بعد سيطرة الجيش على منطقة "الهلال". وفي موازاة ذلك، يدور حديث عن توتر عسكري حول قاعدة براك، جنوب الهلال النفطي، بين قوات موالية للمجلس الرئاسي (المدعوم غربيا) وبين القوات الجيش الليبي. وبينما تسيطر قوات الجيش على القاعدة، تتواجد بالقرب منها قوات تُعرف باسم "القوة الثالثة" تابعة للمجلس الرئاسي ( المدعوم غربيا ). وتعتبر القاعدة العمق الأهم لحماية قوات الجيش من أي خطر يتهدد وجودهم في الهلال النفطي من ناحية الجنوب. وإذا ما سيطرت قوات ما يسمى بالمجلس الرئاسي على تلك القاعدة، يسهل عليها مهاجمة الهلال النفطي من الجنوب لأنها خاصرته الرخوة.

ولا يمكن التكهن بنتائج المعركة العسكرية إذا اندلعت، لا سيما أن المجتمع الدولي يولي أهمية كبيرة لهذه المنطقة الاستراتيجية. وفي السياق، يعتبر البعض أن حدوث صدام مسلح في المنطقة قد يقود إلى سيناريو ثانٍ، يتمثل في تسريع تدخل دول كبرى عسكرياً في ليبيا لحماية مصالحها، لا سيما فرنسا، التي تمتلك نصيب الأسد من خلال شركاتها النفطية في الهلال النفطي. كما أن دولاً أخرى كبريطانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، لم تألُ جهداً في دعم المجلس الرئاسي في مناطق غرب ليبيا التي تملك فيها هي الأخرى مصالح كبيرة تدر عليها مليارات الدولارات.

أما السيناريو الثالث والأخير، و هو الاقل خطرا ، فيتمثل في حدوث تغيّر في مواقف البرلمان و قيادة الجيش ، بما في ذلك إمكانية قبولهم بما يعرف بالمجلس الرئاسي كسلطة سياسية، لا سيما أن التهديد بعمل عسكري ضد قوات الجيش في الهلال النفطي "ان نجح" فهذا يعني فقدان البرلمان أكبر مكاسبه التي يعتمد عليها في فرض شرعيته . 
هلال النفط و سناريوهات الحرب القادمة Unknown on 5:39:00 ص 5

ليست هناك تعليقات:

قريبا : خدمة البث المباشر من الاخبارية الليبية. قريبــاً !
يتم التشغيل بواسطة Blogger.